منذ عام 1969، قام باندورا بجمع الأبحاث التي تدعم النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي، يشير إلى أن السلوك الإنساني يعتمد على نظريتي التعزيز والتعلم بالملاحظة، يؤمن باندورا، بأن شخصية الفرد تتطور من خلال تجارب التعلم بشكل أكبر من التأثيرات الوراثية والغرائز، يُدرك باندورا دور السلوك في عملية التعلم، ويؤكد على أهمية التعلم بالملاحظة ودور التصورات في العمليات النفسية، يربط السلوك بتفاعل الفرد مع البيئة والعوامل الشخصية، مثل: الذاكرة، والمعتقدات، والإدراك، والتصور الشخصي، والسلوك الفعلي.
من رواد نظرية التعلم الاجتماعي؟
رواد النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي هم عدد من العلماء والباحثين الذين ساهموا في تطوير وتعزيز هذه النظرية، من بين الرواد الرئيسيين لنظرية التعلم الاجتماعي:
1-لبرت باندورا (Albert Bandura)
يعتبر باندورا أحد الرواد الرئيسيين لنظرية التعلم الاجتماعي، قام بإجراء العديد من الدراسات والأبحاث التي توضح دور التعلم بالملاحظة، والتعزيز في تشكيل السلوك البشري.
2-جين روتر (Jean Lave)
قامت روتر بتطوير نظرية التعلم المشارك، والتي تشدد على دور المشاركة الاجتماعية والمجتمع في عملية التعلم، تركز على السياقات الاجتماعية، والتفاعلات المجتمعية في تشكيل المعرفة والتعلم.
3-جيرالدوسيمينز (Geraldine D، Sims)
قدمت سيمز مساهمات هامة في مجال نظرية التعلم الاجتماعي، وركزت على دور الثقافة والتفاعلات الاجتماعية في عملية التعلم وتطوير الذات.جون ديوي (John Dewey)
كان ديوي فيلسوفًا وعالم نفس وتربويًا، وقدم مساهمات هامة في فهم عملية التعلم الاجتماعي، ودور الخبرات الاجتماعية والتفاعلات في تكوين المعرفة والتعلم.
4-نظرية التعلم الاجتماعي لكرومبلتز
تم تطوير النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي لكرومبلتز وفريقه؛ لفهم كيفية اتخاذ القرارات المهنية، تركز هذه النظرية على أهمية السلوك والإدراك في عملية اتخاذ القرارات، تختلف هذه النظرية عن النظريات الأخرى؛ بسبب تركيزها على تعلم الأفراد من خلال النماذج والإرشادات التي تساعدهم على اتخاذ قرارات مهنية فعالة، والتعامل مع الأحداث غير المتوقعة.
تركز النظرية أيضًا على دور المرشد في تفسير القضايا، ومساعدة الأفراد في تحقيق تطور مهاراتهم، والتعامل مع التحديات المهنية، بالإضافة إلى ذلك يعتبر الإطار العام للنظرية يتأثر بعوامل متعددة، مثل: الوراثة، والبيئة، والخبرة، والمهارات الشخصية والاجتماعية كعوامل مؤثرة في عملية التعلم الاجتماعي، واتخاذ القرارات المهنية.
اقرأ أيضًا: نبذه عن نظرية الأنماط الأولية
ما هي عوامل عملية التعلم الاجتماعي في التفاعل التبادلي الثلاثي؟
عوامل النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي في التفاعل التبادلي الثلاثي تشمل:
1-العامل الوراثي
يشير إلى الجوانب التي يرثها الفرد، مثل: الخصائص الجسدية، والقدرات الطبيعية، مثل: المواهب الفنية، أو الرياضية، كما يؤثر العامل الوراثي في استجابة الأفراد لعملية التعلم والتدريب.
2-الظروف والأحداث البيئية
تشمل العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر في اختيار المهنة، تشمل أيضًا العوامل البيئية، مثل: الطقس، والظروف الجغرافية.
3-العوامل الاجتماعية
تتضمن النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي، التي تؤثر في توفر فرص العمل والاختيارات المهنية، مثل: التقدم التكنولوجي، والتغيرات في المواصلات.
4-التسهيلات التربوية
تشمل فرص التعليم ودورها في تأثير العوامل الشخصية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات.
5-ظروف العمل
تؤثر في فرص العمل المتاحة وسوق العمل، مثل: الظروف الاقتصادية، ومتطلبات التعليم والدراسة.
6-خبرات التعلم
تأثر قرارات الأفراد المهنية بالخبرات السابقة التي يكتسبونها؛ من خلال تفاعلهم مع بيئاتهم المختلفة ومواجهتهم لمختلف التحديات والتجارب؛ تهدف نظرية التعلم الاجتماعي إلى توضيح كيفية تأثير هذه العوامل في عملية اتخاذ القرارات المهنية.
وتشير النظرية إلى أن الأفراد يتعلمون؛ من خلال مشاهدة النماذج، والمراقبة، والتعلم من تجارب الآخرين، يمكن للأفراد أيضًا أن يتلقوا توجيهات وإرشادات من المرشدين والمستشارين المهنيين الذين يساعدونهم في فهم المعلومات، وتحليل الاختيارات، واتخاذ القرارات المهنية الصائبة، تعزز نظرية التعلم الاجتماعي أيضًا أهمية تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل الفعال؛ حيث يعتبر التفاعل مع الآخرين والتعاون وفهم ومعالجة التوترات والصراعات جوانب مهمة في اتخاذ القرارات المهنية الناجحة.
تعرف على: ماهي النظرية البنائية في التدريس؟
أهداف نظرية التعلم الاجتماعي للإرشاد المهني
ترتبط النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي بالإرشاد المهني، وتتميز أهداف الإرشاد المهني في نظرية كرومبلتز بالتركيز على التعلم، يعتبر كرومبلتز أن الهدف الرئيسي للإرشاد المهني هو تسهيل تعلم المهارات، والميول، والتحديات، والعادات المهنية، والجوانب الشخصية التي تساعد الأفراد على تحقيق الرضا في حياتهم، ويرتبط ذلك بتغيير البيئة المهنية؛ من خلال التركيز على التعلم الاجتماعي بدلًا من اتخاذ القرارات، يصف كرومبلتز ثلاثة معايير تؤثر في التغيير، وتسهم في تحقيق أهداف الإرشاد المهني:
1-زيادة الإمكانيات والميول
يعمل المستشار على تعزيز القدرات والميول لدى الفرد، ويجب أن يتم التأكيد على أن هذه القدرات والميول قابلة للتغيير، يجب على المستشار أن يوضح للفرد أن استجابته لاستبانة الميول ليست معلومات شاملة بشأن عالم العمل، ويجب أن يساعد الفرد في استكشاف هوايات ومهن أخرى قريبة من ميوله.
2-إعداد الفرد للتغيير في مهام العمل
يعتبر المهن غير ثابتة، وهناك عوامل تغيير سريعة تؤدي إلى تغيير في المجتمع الصناعي نحو المجتمع المعلوماتي؛ لذا يجب على المستشار أن يساعد الفرد على التكيف مع هذه التغييرات، والاستعداد لتغيير مهام العمل.
3-تمكين الفرد للقيام بالعمل وليس فقط التشخيص
يهدف الإرشاد المهني إلى مساعدة الفرد على مواجهة التغييرات والتعامل مع تطلعاته، والتفاعل مع الآخرين في بيئة العمل، يرى كرومبلتز أن الأفراد في المجتمع الحالي بحاجة إلى الاستجابة للأحداث غير المتوقعة التي تحدث في حياتهم.
احصل على: موضوع تعبير عن النظرية البنائية ومنظومة التفكير
تطبيق نظرية حدث موقفي مخطط في الإرشاد المهني
يتم تطبيق النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي في الإرشاد المهني عن طريق تطبيق مقاربة موقفية فيه، هناك خمس مهارات تساعد على التعامل مع فرص العمل وتحل محل المفاجئات:
1-حب الاستطلاع والفضول
يستخدم لاستكشاف فرص التعلم الجديدة، ومتابعة المستجدات التي تحدث مع الأحداث المتاحة.
2-المرون للمقاومة
يتعلم الفرد هذه المهارة عندما يواجه تحديات وصعوبات في خبرته المهنية، وعندما يواجه الرفض في فرص العمل، يتعلم الفرد من خلال المحاولة المستمرة والإصرار على تحقيق النجاح.
3-المرونة
يتعلم الفرد كيفية التعامل مع التغييرات المفاجئة، والتكيف مع الظروف المتغيرة في بيئة العمل.
4-التفاؤل
ينشأ هذا من خلال متابعة الفرص الجديدة، والاهتمام بالأعمال المطلوبة في المجتمع.
5-مواجهة المخاطر
تحدث هذه المهارة عندما يواجه الفرد أحداثًا غير متوقعة وصعبة، يتعلم المستشار كيفية مواجهة هذه المخاطر واتخاذ القرارات اللازمة؛ التي تؤدي إلى نتائج إيجابية.
تابع قراءة موضوعنا: بحث قصير عن النظريات المعرفية والإرشاد المهني
النظرية الاجتماعية المعرفية المهنية
تؤكد النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي على أهمية عمليات التفكير في تحقيق النجاح المهني، تركز النظرية على الاعتقادات الشخصية للفرد، وتأثيرها على اختياراته المهنية، وتعتبر فاعلية الذات دورًا رئيسيًا في هذه العملية، فاعلية الذات تشير إلى تصور الشخص لقدراته وإمكانياته في تنفيذ المهام المطلوبة، وتحقيق أداء جيد، إذا كان لدى الفرد اعتقادات منخفضة بفاعلية الذات، فقد يتراجع عن المهام الصعبة، ويشعر بعدم الثقة في قدرته على إنجازها بنجاح:
1-فاعلية الذات
تؤثر فاعلية الذات على اختيارات الفرد الأكاديمية والمهنية وسلوكه، يتأثر بتأثير فاعلية الذات بالعوامل المحيطة بالفرد، مثل: الأشخاص المحيطين به، ودرجة تواصله معهم، وتجاربه السابقة في مهام مشابهة، كما تتأثر فاعلية الذات بطبيعة المهمة نفسها، هناك علاقة متوسطة بين نظرة الفرد لقدراته، والقدرات الموضوعية المقاسة بالعلامات أو التقديرات في الاختبارات والمهام.
2-النتائج المتوقعة
عندما يتوقع الفرد نتائج محتملة لأفعاله أو يقدر النتائج المتوقعة، فإن ذلك يعود إلى اعتقاداته بكفاءته وقدرته على تحقيق شيء معين، يمكن تصنيف النتائج المتوقعة إلى ثلاثة أنواع: النتائج الجسدية، مثل: العمل لكسب المال، والنتائج الاجتماعية، مثل: الحصول على دعم من الأهل، ونتائج التقييم الذاتي، وهي رضا الفرد عن أدائه في المدرسة، عندما يصدر الفرد الحكم يدمج توقعاته بإمكانية تحقيق هذه النتائج، ويمكن تحديد سلوك الفرد من خلال النتائج المتوقعة.
الأهداف
بالنسبة للأهداف، يقوم الفرد عادة بتحديد أهداف تساعده في تنظيم سلوكه وتوجيه أفعاله على مدى فترات زمنية مختلفة، على سبيل المثال طالب في السنة الأولى من الجامعة قد يحدد هدفًا ليصبح محاميًا، يجب أن يضع أهدافًا فرعية ويختار سلوكًا يساعده في تحقيق تلك الأهداف، فالتعزيز الذاتي والنتائج المتوقعة يساهمان في تحقيق الأهداف، هناك ترابط وتأثير متبادل بين الأهداف، والاعتقادات بالكفاءة الذاتية والنتائج المتوقعة، ويؤثر كل منها على الآخر بطرق متعددة.
لا تفوت مقالنا: ما هي النظرية البنائية الوظيفية؟
النظرية المعرفية الاجتماعية PDF
سنطلعك أيضاً على نسخة من النظرية المعرفية الاجتماعية PDF، يمكن أن تتطلع من خلالها على المزيد من المعلومات التي تتعلق بالنظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي، كل ما عليك هو الضغط على الرابط لتحميل الكتاب.
المصادر والمرجع
سوف تحصل على جميع المعلومات Cognitive theory and social learning
قوة الاعتقادات الشخصية للفرد تؤثر بشكل مباشر على ميوله المهنية، واختياراته الفعلية، والنتائج التي يسعى لتحقيقها، على سبيل المثال إذا كانت لدى طالبة عدم ثقة في قدراتها في الرياضيات، فإن ذلك لن يؤثر فقط على النظرية المعرفية والتعلم الاجتماعي وأهدافها واختياراتها، بل سيؤثر أيضًا على أدائها في الاختبارات النهائية المتعلقة بذلك المجال، بالإضافة إلى ذلك يؤثر على البيئة المحيطة أيضًا؛ حيث تعمل العوامل الخارجية كوسيط يؤثر على اختيارات الفرد المهنية ويتحكم فيها، على سبيل المثال قد يؤثر التدريب الإضافي في عروض الغناء على اختيار الفرد لمهنة الغناء، نحن مؤسسة اتقان للاستشارات الاكاديمية نقدم لك أفضل مراكز لعمل الماجستير، كل ما عليك التواصل معنا عبر الواتساب وسوف تتلقى الرد في أسرع وقت .