يوفر المنهج التجريبي للباحث فرصة للاطلاع على النتائج الدقيقة والقوانين الضرورية التي تساعده في فهم الأساليب الصحيحة التي تمكّنه من استكشاف الظاهرة بشكل أعمق، ويعتبر المنهج التجريبي ملائمًا للعلوم التطبيقية؛ حيث يتميز بقدرته على كشف العلاقات بين الظواهر المتنوعة، سوف نقدم في هذه المقالة بعض التفاصيل المهمة عن كيفية تصميم البحث التجريبي وماهي أنواعه.
ما هي أنواع البحوث التجريبية؟
تنقسم الأبحاث التجريبية إلى ثلاثة أنواع:
1- طرق المجموعة الواحدة
تشير هذه الطريقة إلى قيام الباحث بإجراء التجربة على مجموعة واحدة من الأفراد، ومن أبرز الأمثلة على هذه الطريقة هي الأبحاث التربوية والتعليمية؛ حيث يتم تطبيق التجربة على الطلاب.
تُعتبر هذه الطريقة من الأساليب السهلة، إذ لا يتطلب تصميم بحث تجريبي هنا تنظيمًا معقدًا.
2- طرق المجموعات المتكافئة
يُعتبر هذا النوع أفضل من النوع الأول؛ حيث تم التغلب على عيوب المجموعة الواحدة، كما أنه يُستخدم بشكل أكثر شيوعًا مقارنةً بالمجموعة الواحدة.
3- طرق تدوير المجموعات أو الطرائق التبادلية
يهدف هذا النوع إلى أن يقوم الباحث بتنفيذ جميع الإجراءات والتغييرات على مجموعة تجريبية واحدة، ويجب أن تُطبق هذه الإجراءات على باقي المجموعات الضابطة والتجريبية، مع تعديل توقيت التتابع.
احصل على: شرح مُفصل لـ أدوات البحث في المنهج التجريبي
كيف يتم تصميم البحث التجريبي؟
لتحقيق النتائج النهائية في البحث التجريبي يجب اتباع سلسلة من الخطوات المتتابعة، ويتكون هذا البحث من خطوات تشكل طريقة تنفيذه من البداية إلى النهاية؛ حيث تعكس كل خطوة عنصرًا محددًا من عناصر البحث، كما يتم استخدام المعلومات وصياغتها من خلال مراحل الوصف، ثم الشرح، وأخيرًا التدقيق، فيما يلي سنستعرض هذه الخطوات بشكل متسلسل مع توضيح لكل منها:
أولًا: يجب في البداية التعرف على الظاهرة أو المشكلة التي سيتم دراستها، ويتم ذلك من خلال استكشاف الجوانب المرتبطة بها والتعريفات ذات الصلة، كما ينبغي جمع المعلومات اللازمة للحصول على فهم شامل حول هذه الظاهرة.
ثانيًا: يتم استنباط مجموعة من الفرضيات من الظاهرة نفسها، بالإضافة إلى تحديد المؤثرات التجريبية التي ستتعرض لها الظاهرة، وعلى سبيل المثال إذا كانت الظاهرة تتعلق بـ (الهروب من المدرسة)، فإن أحد جوانبها هو أسباب الهروب، وفي هذه الحالة يمكن للباحث أن يقترح استخدام التوعية من خلال الأنشطة اللامدرسية كوسيلة لتقليل نسبة الهروب من المدرسة.
ثالثًا: من خطوات تصميم البحث التجريبي تحديد العينة وأدوات الدراسة، ويتم اختيار العينة بناءً على خصائصها ومتطلبات البحث، أما بالنسبة للأدوات فهي تتضمن بشكل رئيسي التجربة، ويمكن أيضًا استخدام الملاحظة بجانب التجربة، كما يتم فصل العوامل التجريبية عن العوامل غير التجريبية.
رابعًا: يتم تحديد طريقة إجراء التجربة استنادًا إلى الفرضيات والعوامل التي تم استخراجها من الظاهرة، ومن الضروري في هذه التجربة التأكد من دقة التكوين البنائي لها وتوقع صحة نتائجها.
خامسًا: تُجرى الاستطلاعات كاختبارات قبل بدء التجربة، وبعد ذلك يتم اعتماد الخطة النهائية لتنفيذ التجربة، مع تحديد التوقيت والمكان المناسبين.
سادسًا: الشروع في تنفيذ التجربة على الظاهرة مع توثيق الملاحظات المتعلقة بها، ومن الضروري أن تكون التجربة فورية، وأن تُسجل المعلومات مع تحديد التاريخ والمكان، بالإضافة إلى الملاحظات الخاصة بها.
سابعًا: يتم جمع المعلومات من التجربة وتصنيفها، ثم يتم استخراج الأدلة التي تثبت صحتها، وبعد ذلك تُدمج هذه المعلومات ضمن الإطار النظري للبحث.
إذا استطعت أن تستخدم هذه الخطوات جميعها ومراعاة كل التفاصيل سوف تكون جيد في تصميم البحث التجريبي.
أهمية التصاميم التجريبية
يتيح لك البحث التجريبي اختبار فكرتك في بيئة محكومة قبل طرحها في السوق، كما أنه يوفر الطريقة المثلى لاختبار نظريتك، وذلك بفضل المزايا التالية:
✮يمتلك الباحثون سيطرة أكبر على المتغيرات لتحقيق النتائج المطلوبة.
✮لا يُعتبر الموضوع أو المجال معيارًا للبحث التجريبي؛ مما يعني أنه يمكن تطبيقه في أي مجال لأغراض البحث.
✮النتائج تكون دقيقة للغاية، وبعد تحليل النتائج، يمكن تطبيقها على جوانب أخرى مشابهة.
✮يمكن استنتاج العلاقة بين السبب والأثر للفرضية؛ مما يتيح للباحثين تحليل تفاصيل أعمق.
✮كما يمكن دمج البحث التجريبي مع أساليب بحثية أخرى.
اقرأ أيضًا: كل ما يجب أن تعرفه عن أدوات البحث التجريبي
مبادئ التصاميم التجريبية
عادةً ما تُقسم مبادئ التصميم التجريبي إلى ثلاثة أسس رئيسية:
1- مبدأ النسخ المتماثل
طبقًا لمبدأ النسخ المتماثل ينبغي تكرار التجربة عدة مرات، لذا يتم تطبيق كل علاج على مجموعة من الوحدات التجريبية بدلًا من وحدة واحدة فقط، ومن خلال هذه الطريقة يتم تعزيز الدقة الإحصائية للتجارب، وعلى سبيل المثال أثناء تصميم البحث التجريبي إذا كان علينا دراسة تأثير نوعين من الأرز يمكننا تقسيم الحقل إلى قسمين وزراعة نوع واحد في أحدهما والنوع الآخر في القسم الآخر، وبعد ذلك يمكننا مقارنة نتائج الجزئين واستنتاج النتائج بناءً على ذلك.
2- مبدأ التوزيع العشوائي
يقدم مبدأ التوزيع العشوائي حمايةً أثناء إجراء التجارب من تأثير العوامل الخارجية من خلال توزيع العناصر بشكل عشوائي، وبمعنى آخر يشير هذا المبدأ إلى ضرورة تصميم التجربة أو التخطيط لها بطريقة تتيح دمج جميع الاختلافات الناتجة عن العوامل الخارجية تحت مسمى "الفرصة"، وعلى سبيل المثال إذا قمنا بزراعة نوع واحد من الأرز في النصف الأول من الحقل، بينما زُرع نوع آخر في النصف الثاني، فقد تكون خصوبة التربة في النصف الأول مختلفة عن تلك في النصف الثاني.
3- مبدأ التحكم المحلي
يُعتبر مبدأ التحكم المحلي أحد المبادئ الأساسية في التصاميم التجريبية، ويتضمن هذا المبدأ التعامل مع العوامل الخارجية، والتي تُعتبر مصدرًا معروفًا للتغير؛ حيث يتم التحكم فيها بشكل متعمد وبنطاق واسع حسب الحاجة، كما يهتم هذا المبدأ من مبادئ تصميم البحث التجريبي تنفيذ التجربة بطريقة تتيح قياس التباين الناتج عن هذه العوامل؛ مما يساعد في استبعاده من الأخطاء التجريبية.
بناءً على ذلك يجب علينا تصميم التجربة بحيث نتمكن من إجراء تحليل ثنائي الاتجاه للتباين، ويتضمن هذا تقسيم التباين الكلي للبيانات إلى ثلاثة مكونات: المعالجات (مثل أنواع الأرز المختلفة في حالتنا)، العوامل الخارجية (مثل خصوبة التربة في حالتنا)، والخطأ التجريبي.
لا تفوت: أهمية المنهج التجريبي
مثال على البحث التجريبي
تتنوع أمثلة البحث التجريبي بناءً على نوع تصميم البحث الذي يتم دراسته، كما يُعتبر التجريب المعملي أبسط أشكال البحث التجريبي؛ حيث يمكن أن تختلف طبيعة هذه التجارب وفقًا لموضوع البحث المعني.
أحد أبسط الأمثلة على البحث التجريبي هو إجراء تجربة في المختبر، طالما أن الأبحاث تُجرى في ظروف مقبولة علميًا، فإنها تُعتبر أبحاثًا تجريبية، ويُعتبر البحث التجريبي ناجحًا فقط عندما يثبت الباحث أن التغيير في المتغير التابع ناتج فقط عن التلاعب في المتغير المستقل.
البحث التجريبي pdf
إذا كنت تريد نسخة عن البحث التجريبيpdf كل ما عليك هو الضغط على اللينك.
في الختام، يُعد تصميم البحث التجريبي من أكثر التصاميم البحثية قدرةً على اختبار العلاقات السببية بين المتغيرات؛ حيث يوفر بيئة مضبوطة تساعد الباحث على عزل العوامل المؤثرة والوصول إلى نتائج دقيقة وموضوعية، وقد تناول هذا العمل الأسس النظرية والتطبيقية التي يقوم عليها البحث التجريبي، إضافةً إلى أبرز المزايا والتحديات المرتبطة به، ومن المتوقع أن يساهم هذا النوع من التصاميم في إثراء المعرفة العلمية وتقديم حلول عملية لمشكلات واقعية؛ مما يعزز من أهمية اعتماده في الدراسات المستقبلية بمختلف المجالات، نحن شركة إتقان للاستشارات الأكاديمية والتدريب، يمكنك التواصل معنا عبر الواتساب.